سورة الحج - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{وَإِذْ بَوَّأْنَا لإبراهيم مَكَانَ البيت} أي واذكر إذ عيناه وجعلناه له مباءة. وقيل اللام زائدة ومكان ظرف أي وإذ أنزلناه فيه. قيل رفع البيت إلى السماء وانطمس أيام الطوفان فأعلمه الله مكانه بريح أرسلها فكنست ما حوله فبناه على أسه القديم. {أَن لاَّ تُشْرِكْ بِى شَيْئاً وَطَهّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ والقائمين والركع السجود} {أَن} مفسرة ل {بَوَّأْنَا} من حيث إنه تضمن معنى تعبدنا لأن التبوئة من أجل العبادة، أو مصدرية موصولة بالنهي أي: فعلنا ذلك لئلا تشرك بعبادتي وطهر بيتي من الأوثان والأقذار لمن يطوف به ويصلي فيه، ولعله عبر عن الصلاة بأركانها للدلالة على أن كل واحد منها مستقل باقتضاء ذلك كيف وقد اجتمعت، وقرئ: {يُشْرَكَ} بالياء وقرأ نافع وحفص وهشام {بَيْتِىَ} بفتح الياء.


{وَأَذِّن فِى الناس} ناد فيهم وقرئ: {وَآذّن}. {بالحج} بدعوة الحج والأمر به. روي أنه عليه الصلاة والسلام صعد أبا قبيس فقال: «يا أيها الناس حجوا بيت ربكم، فأسمعه الله من أصلاب الرجال وأرحام النساء فيما بين المشرق والمغرب من سبق في علمه أن يحج». وقيل الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك في حجة الوداع. {يَأْتُوكَ رِجَالاً} مشاة جمع راجل كقائم وقيام، وقرئ بضم الراء مخفف الجيم ومثقله ورجالى كعجالى. {وعلى كُلّ ضَامِرٍ} أي وركباناً على كل بعير مهزول أتعبه بعد السفر فهزله. {يَأْتِينَ} صفة ل {ضَامِرٍ} محمولة على معناه، وقرئ: {يأتون} صفة للرجال والركبان أو استئناف فيكون الضمير ل {الناس}. {مِن كُلّ فَجٍّ} طريق. {عَميِقٍ} بعيد، وقرئ: {معيق} يقال بئر بعيدة العمق والمعق بمعنى.


{لّيَشْهَدُواْ} ليحضروا. {منافع لَهُمْ} دينية ودنيوية، وتنكيرها لأن المراد بها نوع من المنافع مخصوص بهذه العبادة. {وَيَذْكُرُواْ اسم الله} عند إعداد الهدايا والضحايا وذبحها. وقيل كنى بالذكر عن النحر لأن ذبح المسلمين لا ينفك عنه تنبيهاً على أنه المقصود مما يتقرب به إلى الله تعالى. {فِى أَيَّامٍ معلومات} هي عشر ذي الحجة، وقيل أيام النحر. {على مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنعام} علق الفعل بالمرزوق وبينه بالبهيمة تحريضاً على التقرب وتنبيهاً على مقتضى الذكر. {فَكُلُواْ مِنْهَا} من لحومها أمر بذلك إباحة وإزالة لما عليه أهل الجاهلية من التحرج فيه، أو ندباً إلى مواساة الفقراء ومساواتهم، وهذا في المتطوع به دون الواجب. {وَأَطْعِمُواْ البائس} الذي أصابه بؤس أي شدة. {الفقير} المحتاج، والأمر فيه للوجوب وقد قيل به في الأول.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12